الأنســـــة حنفــــــى

أن يتحول أحد الذكور إلى أنثى أو إحدى الإناث إلى ذكر أمر أصبح واردا بحكم الطب، لكن أن تتقبل

مجتمعاتنا الشرقية هذه الظاهرة، فهو الأمر الذي لم يتحقق بعد، فقليلون هم من يقبلون أن يتزوجوا من رجل

تحول لأنثى، أو أنثى تحولت لذكر!!

واللافت للنظر أن ظاهرة التحول في النوع أو الجنس لم تعد قاصرة على الغرب فقط ، بل امتدت لتصبح

ظاهرة في واقع مجتمعنا العربي تثير جدلا طبيا وثقافيا واجتماعيا وحتى دينيا.

حيث بدأت بسرية وكتمان خوفاً من ردة فعل المجتمع المتوقعه لتلك الظاهرة الغريبة علي مجتمعنا الشرقي

ويجب أولاً أن نفرق بين أولاً بين تغيير الجنس وهي الحالات السليمة التي تطلب تغيير الجنس والأجهزة

التناسلية بما يخالف بنيته الجسدية، وتعرف هذه الجراحات بجراحات تغيير الجنس وهو الأمر

المحرم.وبين تصحيح الجنس وهي تثبيت الشخص في جنسه الحقيقي والصحيح، وليس التغيير، وهناك

بعض الحالات ينظر فيها لأي الجنسين أقرب من الناحية التركيبية والوظيفية حتى يثبت إلى الجنس الأقرب

لما يمتلكه من صفات ذكورة أو أنوثة. وقد أفتي العلماء بجواز التصحيح أما التغيير كلية فهو حرام شرعاً .

وفي التسعينات طفت علي السطح مشكلة (سيد) الطالب بكلية طب الأزهر والذي تحول إلي (سالي)

والتي أثارت ضجه شديدة في جميع الأوساط..حيث قررت نقابة الأطباء حينها فصل الطبيب الذي أجري

العملية..كما قرر مجلس تأديب الجامعه فصل (سيد) أو (سالي) وحرمانه من دخول الإمتحانات..رغم

حصوله أو حصولها علي حكم من محكمة القضاء الإداري بأحقيتها في العودة للدراسة..إلا أن عميدة كلية

طب البنات رفضت تنفيذ هذا الحكم بحجة أنها لن تسمح أبداً بدخول شاب بين الطالبات حتي بعدما قرر

الطب الشرعي بتحوله الكامل إلي إمرأه تامة الأنوثة..كذلك فالطالبات يعتبرنها قنبلة موقوته ..

الجديد بالذكر أن (سالي) تمارس الرقص الشرقي بالملاهي الليلية وذلك حتي تقوم بإفتتاح عيادة خاصة بها.

كما عالجت السينما المصرية تلك الظاهرة - بطريقة كوميدية - وقبل أن تنتشر في المجتمعات العربية

فمن منا لا يتذكر فيلم ( الآنسه حنفي) لإسماعيل ياسين والذي تحول يوم زفافه إلي إمرأه..ونظرة الأسرة

والمجتمع لها بعد هذا التحول..والفارق في المعاملة بين المرأه والرجل .

وفي الثمانيات فيلم (السادة الرجال) عندما تحولت فوزية إلي فوزي هرباً من سطوة الرجال .

وقد باتت تلك الظاهرة أمراً طبيعياً لم يعد أحداً يخجل منه بل يخرجون علي شاشات التلفاز وهم في غاية

الفرحة والبهجة بتحول إبنتهم إلي رجل ولكن عندما يتحول الرجل إلي أنثي لا نري مظاهر الفرحة تلك

فالكلام قد يكون سهلاً فقد تدافع عن حق الشخص في التحول من جنس لآخر ولكن علي أرض الواقع

أعتقد أن الوضع سيختلف تماماً..فلقد شاهدت أمثلة من هذه العينات وحاولت أجاهداً أن اري الصورة

الظاهرة سواء رجل أو أنثي ولكني فشلت فشلاً ذريعاً في النسيان وظلت الصورة القديمة حاضرة معي في

كل وقت لا تفارقني .

وفي أحيان كثيرة تتحول الأنثي إلي رجل رغبة منها في الدخول لعالم الرجال وما به من المميزات الكثيره

التي يتمتع بها الرجل عن المرأه والحرية المطلقه الممنوحه له...وهي عادات ما زالت تستشري في

مجتمعاتنا من تفضيل الولد عن البنت - وإن بدأت في التراجع قليلاً - ولكن ستظل حقيقة وواقع يجب علينا

الإعتراف به..

ولكن لنقف قليلاً ونسأل أنفسنا سؤالاً..هل تتقبل فكرة أن ينقلب الرجل إلي أنثي أو العكس؟

وهل لو قادتك الظروف لتجد شخصاً تعرفه قام بتغيير جنسه..هل ستظل تعامله بنفس الطريقة التي إعتدت

عليها معه أم سيكون هناك فارقاً؟ أو وجدت أعز صديق أو صديقه قام بذلك..ماذا ستفعل حينها ؟

وهل من الممكن أن تتقدم للزواج من شخص غير جنسه وتستطيع التأقلم مع هذا الوضع ؟ أم أن شبح

الماضي سيظل يطاردك دائماً ويحول حياتك إلي جحيم ؟